مسجد سيدي يعقوب بعين تيموشنت شاهد على ثمانية قرون من الزمن

مسجد سيدي يعقوب بعين تيموشنت ساهد على ثمانية قرون من الزمن
نبذة عن المسجد
يقع مسجد سيدي يعقوب بمدينة ولهاصة غرب ولاية عين تيموشنت، وقد شٌيّد سنة 1338م الموافق739ه، تحت هضبة تطل على شاطئ صخري بحيث يحتجب عن العيون من عرض البحر، وحتى الطريق الذي يربط الشاطئ بالمسجد فهو عبارة عن واد صخري مسلكه وعرة.
شيد المسجد في شكل بناءات مربعة جدرانها عريضة سمكها بالمدخل الرئيسي يبلغ المترين، وقد زين المبنى بقبة وبثلاثة صفوف قرميدية حمراء متوازية ومتناسقة على الطراز الأندلسي لم يبقى منها سوى صفين، تستند على أعمدة وأقواس عريضة.
وأما السقف فهو مزين بالخشب المنقوش المتشابك كما هو الحال بمساجد تلمسان والمئذنة مربعة الشكل لازالت قائمة تتحدى الطبيعة.
ويحتوي المسجد على ساحة بمدخله الجنوبي حفر فيها جب عمقه 5م جدرانه من الأجر الأحمر المملوء سعته حوالي 250م3 كان يستقبل مياهه من الأمطار المتساقطة على سطح المبنى حيث تصب وتتسرب عبر قنوات جوفية كانت تستعمل للوضوء وللتنظيف، أما المياه الصالحة للشرب فكانت تجلب من عيون بواد قريب لازالت قائمة إلى يومنا هذا.
وبجوار المسجد وجدت مطامر عديدة وواسعة متصلة ببعضها البعض، من المرجع أنها كانت تستعمل للأيام الحالكة كالشتاء أو سنوات الجفاف، وهذا دليل على أنه كان يحتوي على إقامة للطلبة الوافدين من بعيد ولعابري السبيل.
وتوجد مدرسة جنب المسجد جدرانها منقوشة تآكلت بفعل الزمان، وسقفها على شكل قبة رسم بها أشكال دائرية مجردة جميلة، أعيد تجديدها من طرف القائد حمزة الخليفة على تلمسان في القرن 18م. (1145هـ، 1731م).
أدوار المسجد
وقد عرفت زاوية سيدي يعقوب دورا بارزا في الدفاع عن التراب الوطني من خلال استبعاد الغزو البرتغالي سنة 1503م، كما كانت المنطقة مسرحا لمعركة بطولية جرت رحاها في سنة 1836 تحت لواء الأمير عبد القادر وقائده بوحميدي.
أما إبان الثورة التحريرية المجيدة فقد استغل المسجد سنة 1957 كمأوى لمجاهدي جيش التحرير الوطني حيث تعرض الى قصف الطائرات والمدرعات مما خلف العديد من الضحايا منهم 13 شهيدا من عائلة سيدي يعقوب.
وللإشارة فقد ساهم سيدي يعقوب ابن الحاج التلمساني بشكل كبير في التعليم القرآني حيث تتلمذ على يد هذا العالم العديد من سكان ولهاصة وغيرها من مناطق الولاية الأخرى، كما تردد على هذه المنارة الدينية والعلمية الأمير عبد القادر وأحد أقرب مساعديه بوحميدي الولهاصي فضلا عن الشيخ البوعبدلي لبطيوة (ارزيو) من أجل نهل العلم.
سبب التسمية ترجع تسمية المسجد إلى سيدي يعقوب وهو الولي الصالح يعقوب بن الحاج التلمساني ولد في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي تعلم وختم القرآن على يد والده في السن الثامنة أصبح طالبا في الفقه وأصوله والعلوم العربية والدينية حيث سافر إلى فاس ثم عاد إلى تلمسان وتسلم القضاء إلا أنّه بسبب الفتن نزل ببلده ولهاصة في النصف الأول من القرن الرابع عشر ميلادي أين اتخذ له مكانا للعبادة قرب شاطئ البحر المسمى باسمه (مرسى سيدي يعقوب) (عبادة سيدي يعقوب)، وافته المنية عن عمر يناهز القرن.




