مسجد النّخلة بمدينة بوسعادة…شاهد على سبعة قرون خلت

مسجد النّخلة بمدينة بوسعادة…شاهد على سبعة قرون خلت
يعد المسجد “العتيق” أو مسجد سيدي ثامر، أو مسجد النخلة أو مسجد القصر، الواقع وسط مدينة بوسعادة منارة علمية ضاربة في عمق التاريخ تمد الناس بما يمكن أن يبصرهم بتعاليم الدين الحنيف.
ويتواجد مسجد “النخلة”، الذي أطلقت عليه هذه التسمية نسبة إلى نخلة كانت تتوسط باحته والذي تم تشييده منتصف القرن الرابع عشر، بمنطقة “القصر القديم” التي تعتبر أول نواة حضرية لمدينة بوسعادة وشكلت محورا هاما للتبادلات التجارية في ذلك الوقت.
تعود فكرة بناء المسجد للولي الصالح سيدي سليمان بن ربيعة، الذي نزل بإحدى المناطق المجاورة ثم انتقل بمعية الفقيهين سيدي ثامر وسيدي دهيم وبعض مرافقيهم إلى موقع بلدة بوسعادة، حيث تقرر بناء مسجد النخلة الذي هو نواة تأسيس البلدة، على اعتبار أنه في أعقاب تشييده بدأت تنتشر حوله البنايات وتتسع لتتشكل المدينة، وهذا في حدود سنة 795 ه الموافق لـ: 1394م.
ويمتاز هذا الصرح الديني بهندسة معمارية ضاربة في عمق التاريخ وشيد وفق خصائص تضمن ديمومة ومقاومة عالية لمختلف أخطار وعوامل الزمن والطبيعة، حيث تم بناؤه بأدوات بسيطة من جذوع شجر الزيتون والنخيل، فيما بنيت جدرانه من الطوب والطين وأنجزت به مداخل وممرات حجرية ساهمت في إضفاء لمسة مميزة لهذا الصرح.
وقد تسببت العوامل الطبيعية عبر الزمن في اهتراء أساسات المسجد، مما استدعى إخضاعه لعدة عمليات تجديد وترميم، أبرزها تلك التي أنجزت نهاية القرن الماضي، حيث شهد بعض التعديلات لتدعيم الأساسات المهترئة وقاعة الصلاة.
وكان لجامع “النخلة” دور كبير في نشر القرآن الكريم وعلومه بين سكان بوسعادة والمناطق المجاورة لها. كما كان له دور تاريخي أيضاً خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830 – 1962)، وصُنف “مسجداً وطنياً وتاريخياً” عام 1993م.













نقلا عن موقع وكالة الأنباء الجزائرية