المسجد الجامع بقلعة بني حماد…مئذنة شاهدة…على القرن الرابع الهجري

يعود تاريخ بناء قلعة بني حماد إلى عام 1008 ميلادي، بعدما بسط حماد بن بولوغين بن زيري، مؤسس الدولة الحمادية، ملكيته على الأراضي الواقعة شرق قسنطينة، واختار تأسيس عاصمته على مسافة 37 كلم شمال شرق مدينة المسيلة وعلى جبل المعاضيد والتي ستتوسع في وقت وجيز بتشييد الكثير من الملاحق المعمارية.
يحد القلعة من الغرب هضبة قوراية ومن الشرق شعاب وادي فرج وقد وُضعت للقلعة ثلاثة أبواب: باب الأقواس وباب جراوة وباب الجنان، ويحيط بالقلعة سور كبير مبني بالحجارة المسننة المستخرجة من جبل تيقريست، وتوجد بالقلعة العديد من الكنوز والمعالم الأثرية المهمة وأهمها المسجد الكبير ومصلى قصر المنار الذي يعتبر أصغر مسجد في العالم، بالإضافة إلى القصور الأخرى الممتدة عبر مساحات القلعة وعلى امتداد أكثر من 50 كلم، والتي بناها حماد بن بلكين على غرار قصر الأمير والذي يحتوي على بحيرة تعد مشابهة لقصر الحمراء بالأندلس،
وقد أسس الحمّاديون المسجد الجامع عام398 هـ الموافق لـ: 1008 م، دفنت معظم أجزائه تحت الأرض، واختفت معالمه تحت الركام، ولم يبق منه سوى المئذنة، ويتكون من:
- الصحن: فصل هذا الصحن عن بيت الصلاة بواسطة جدار فتحت فيه عدة أبواب، يبلغ طوله الداخلي 53،20م وعرضه الداخلي 26،90م، أمّا مؤخر الصحن فإنّه توجد من جهة الغرب ثلاث حجرات يرجح أنّها كانت تستعمل للوضوء، كما يوجد بالجهة الشرقية حجرة يعتقد بأنها استعملت كمكتبة.
- قاعة الصلاة: شكلها مستطيل يبلغ طولها 63،20م وعرضها 53،20م ويحتوي على 48 سارية.
وبداخل بيت الصلاة هذه يوجد بناء آخر مربع الشكل، يرج أنها كانت مقصورة، إمّا لصلاة الأمير أو بيت صلاة صغير عوض بيت الصلاة الكبير، حيث استعمل من طرف الأقلية التي بقيت بالقلعة بعد هجرة العدد الكبير من السكان.
- الأعمدة والدعامات: مما يؤسف له أنّ أهم الأعمدة والدعائم التي تحمل العقود والسقف قد ضاعت، ولم يبق منها حاليا سوى قواعدها وهي من الرخام.
- الأبواب: هناك سبعة أبواب فتحت في جدار المسجد تؤدي إلى الصحن وبيت الصلاة، أربعة في جداره الشرقي واثنتان في الجدار الغربي، وواحد في جدار القبلة.
- المحراب: يقع في منتصف الجدار الجنوبي، والمحراب من حيث التخطيط الهندسي من أنواع المحاريب المغربية الخماسية الأضلاع.
- مئذنة المسجد: تقوم هذه المئذنة في وسط الجدار الشمالي للمسجد، وتقع على نفس محور المحراب، وهذا تقليد فني اتبع من قبل في المسجد الجامع بالقيروان ثم صفاقس، وهي فريدة في طرازها المعماري بالنسبة لمآذن المغرب الإسلامي.
وتتألف من برج مربع الشكل يبلغ ارتفاعه حوالي 25م يقوم أساسا على قاعدة أو نواة مربعة طول أضلاعها 6،50م بنيت بالحجارة البنية والطين الممزوج.
وتحتوي المنارة على مدخل معقود مستطيل الشكل ارتفاعه 2،7 م يؤدي إلى سلم يدور حول النواة المركزية المربعة، يغطي هذا السلم أو الدرج مجموعة من الأقبية البرميلية والمتقاطعة بالتناوب.
يتكون السلم من 127 درجة عرضها 1،10م، يقود هذا السلم أو الدرج إلى أعلى قمة المئذنة التي كانت عبارة عن غرفة مربعة تنتهي بقبيبة أو تكون غرفة مستديرة نظرا للطابع العسكري الذي غلب على طراز مباني القلعة .
قلعة بني حماد الجزائرية تراث ثقافي عالمي مهدد بالزوال – Anep








