تاريخ الوقفرصد مظاهر الأوقاف في الجزائرمساجد الجزائرمعرض الصور

مساجد لها تاريخ في بجاية العتيقة (الناصرية)

  • الجامع الأعظم: يعود بناؤه إلى القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي خلال فترة حكم المنصور بن الناصر الحمادي (481 – 498هـ / 1088 1104م) الذي شيده بجانب قصر اللؤلؤة، فسمي أيضا بالمسجد المنصوري، وكان هذا المسجد من أجمل المساجد رائعا في هندسته يحتوي على اثنتين وثلاثين سارية من الرخام الجيد وكان كله مبلطا بالمرمر و به اثنان وعشرون بابا منها باب لدخول وخروج النساء البجائيات، كما ظهرت به معظم المواصفات المعمارية لمساجد كبريات الحواضر الإسلامية والتي هي مساجد جامعة بها محاريب وأعمدة وعقود وقباب. وقد احتل هذا القطب مكانة عالمية بالمغرب الإسلامي حيث عبر العبدري عن إعجابه به عندما مر ببجاية في القرن (7هـ – 137م) حوالي سنة 680 للهجرة بقوله: “ولها جامع عجيب منفرد في حسنه غريب من الجوامع المشهورة، الموصوفة المذكورة، وهو مشرف على برها وبحرها وموضوع بين سحرها ونحرها فهو غاية الفرجة والأنس ينشرح الصدر لرؤيته وترتاح النفس، وظل هذا المسجد مركزا للعلماء ومقصدا لطلاب العلم حيث كانت تدرس به مختلف العلوم النقلية والعقلية في شكل حلقات مسجدية، ولكنه اندثر كليا بفعل الاحتلال الإسباني حيث كان قائما إلى غاية العقدين الأولين من القرن السادس عشر مع سائر المساجد الأخرى بشهادة مارمول.

وقد شهدت بجاية مساجد كثيرة بمعدل مسجد في كل حيّ، يشرف عليها الأهالي، يؤدون شعائرهم الدينية ويزاول فيها أبناؤهم تعليمهم في مرحلته الأولى، إذ يذكر حسن الوزان أن بها: “جوامع كافية ومدارس يكثر فيها الطلبة وأساتذة الفقه والعلوم، وقد قدرت حسب بعض المراجع التاريخية بحوالي ستين مسجدا، أو ثلاثة وسبعين مسجدا هدمت عشرة منها أثناء الاحتلال الإسباني لمدينة بجاية.

ومن هذه المساجد مسجد الموحدين ومسجد النطاعين ومسجد عين الجزيري، وغيرها من المساجد التي كان لها دور في حياة البجائيين الدينية والتعليمية حيث أصبح المسجد قبلة لطلاب العلم والعلماء وبعض مريدي الفكر الصوفي، مما يبين مدى رقي العلوم وازدهارها ببجاية منذ القرن السابع هجري.

ومن أبرز هذه المساجد:

  • مسجد الريحانة: وهو المسجد الذي درس به المهدي بن تومرت.
  • مسجد سيدي عبد الحق: ينسب هذا المسجد إلى الشيخ الفقيه عبد الحق الأزدي الأشبيلي، أحد علماء بجاية الذي تصدر للتدريس به وهذا حسب الغبريني، أمّا من الناحية المعمارية والأثرية فهو عبارة عن قاعة مربعة الشكل بها محراب ولا تحوي مئذنة.
  • مسجد أبي زكرياء الزواوي: يقع هذا المسجد بحومة اللؤلؤة خارج باب المرسى عند قبر الشيخ الولي الصالح أبو عبد الله العربي، وكان هذا المسجد موجودا في القرن (6 هـ – 12م) حيث كان يتردد عليه أبو مدين شعيب الأنصاري  للتدريس به، ولكن ما هو معروف أن هذا المسجد نسب إلى الفقيه أبي زكرياء الزواوي الذي جلس به ليعلمهم أمور دينهم فعرف باسمه، لم يبق منه سوى آثار محرابه.
  • مسجد المرجاني: نسبة إلى الشيخ الفقيه أبو أبو زكرياء المرجاني الموصلي الذي كان كثير التردد على هذا المسجد، كما جلس للتدريس به فنسب إليه تكريما له بعد رجوعه إلى بلاده الموصل في بلاد المشرق.

نقلا عن: محمد محمدي، المساجد والزوايا ببجاية ودورها في حفظ الدين والفكر الصوفي، جامعة سعيدة، الجزائر، مجلة حوليات التراث، العدد 13 / 2013، ص108.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى