المسجد العتيق عبد الرحمن بن صخر بحي موساني بتيندوف

المسجد العتيق عبد الرحمن بن صخر بحي موساني بتيندوف

أ.د بريك الله حبيب

أستاذ التعليم العالي بالمركز الجامعي علي كافي تندوف / الجزائر

تاريخه

يعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى تأسيس الزاوية ويعتبر من أقدم وأول المساجد بناء في مدينة تيندوف حيث يرجع تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع عشر في حدود عام 1870 تقريبا عندما عزم الشيخ العلامة محمد المختار بن بلعمش (رحمه الله) على تأسيس هذا المنبر العلمي حيث شارك في بنائه كلّ أفراد وفئات المجتمع الجكني.

وصفه

 وقد وصفه صاحب كتاب العمارة التقليدية لمدينة تيندوف (الدكتور عبد الجق معزوز في الصفحة 51) وصفا دقيقا ومفصلا حيث يقول:” ويقع إلى الجهة الشرقية من الزاوية على بعد أمتار قليلة منها، يفصل بينهما بستان وطريق يأخذ المسجد شكلا مستطيلا، يتجه مسقطه الأفقي من الشرق إلى الغرب على محور القبلة، ويتكون من قاعة صلاة ومحراب وصحن مكشوف ومئذنة.

تتكون بيت الصلاة من إحدى عشر بلاطة عمودية على جدار القبلة أكبر البلاطة المركزية التي يبلغ عرضها 1.74م وباقي البلاطات تتراوح بين 1.60م و1.70م، ومن ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة تتقدم الصحن وثلاثة أخرى في مؤخرته، يتراوح عرض هذه الأروقة بين 1.72م و 1.80م يتوسط الجدار القبلي محراب عرضه 0.95م كوته على شكل نصف دائري من الداخل ومضلع من الخارج، يتميز ببروزه خارج الجدار بحوالي 1.50م وهو يتكون من 5 أضلاع.

وأمّا الصحن فهو مستطيل عرضه أكبر من عمقه، وتبلغ مقاساته 11× 8.70م، وهو مكشوف على الفضاء الخارجي، به محرابان أحدهما يتقدمه والثاني في مؤخرته، وتتميز عقود المسجد بشكلها المتعدد منها ما هو على شكل منكسر متجاوز، ومنها ما هو على شكل حذوة الفرس مفصص.

وأمّا المئذنة فهي عبارة عن شكل شبه مربع تقع إلى الجهة الشمالية الغربية من مؤخرة المسجد، يبلغ متوسط أضلاع قاعدتها 3.80م، ويفوق ارتفاعها خمسة عشر مترا، رغم أني لم أستطع قياسها، وهي تتكون من جزأين، يفصلهما جوسق، ويصعد إليها بسلم يتكون من 50 درجة تنتهي قمتها بفتحات؛ أربعة منها في الواجهة الشرقية ومثلها في الواحة الجنوبية المطلة على الصحن، واثنتان في كل من الجهة الغربية والشمالية للمئذنة، زيادة على فتحات التهوية والإضاءة الموجودة في كل منها.

الجانب التعليمي والروحي

هذا عن الجانب المعماري والهندسي أما عن الجانب التعليمي والروحي فقد لعب المسجد دورا هاما في نشر العلم والتدريس والفتوى وتحفيظ القرآن فقد كانت زاوية كبيرة يحج إليها الكثير من العلماء من أمثال العلامة الكبير مصحح القاموس المحيط للفيروز أبادي وهو عالم النحو واللغة محمد محمود ابن التلاميذ التركزي الشنقيطي الذي كان يصحح القاموس في أعلى صومعة المسجد العتيق، وقد ترك لنا الكثير من الآثار والوثائق الدالة على ذلك ناهيك عن الكثير من طلبة العلم من البلاد المجاورة سواء من ولاية وشنقيط أو مالي أو من افريقيا الغربية أو من مدن الجزائر المجاورة كأدرار، وبشار، والبيض، والنعامة، ووغيرها من المدن الجزائرية الأخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى