تاريخ الوقفرصد مظاهر الأوقاف في الجزائرعلى مذهب المالكيّةفتاوى الأوقاففقه الوقف

مصطلحات الوقف واستعمالاتها عند قبائل كِلْ أَسُوك (أهل السوق)

مصطلحات الوقف واستعمالاتها عند قبائل كِلْ أَسُوك (أهل السوق)

أ.د شوقي نذير جامعة تامنغست \ الجزائر

جرى عمل قبائل كِلْ أَسُوك على أنّ أحباس العوام الذين يعدونه تمليكا للرقبة على أّنه هبة محضة فيبيعونه ويتصرفون فيه تصرف المالك، وعلى هذا اتفقت كلمتهم وجرى عملهم، وهذا وله وجه وهو بلسانهم (آخ إدرن)

نقلا عن نوازل الشيخ سيدي محمد بن باد (الملقب بسيدي حم) رحمه الله

شرح المسألة:

هنا نقاش حول استعمالات قبائل كِلْ أَسُوكلمصطلحات الوقف، وقد رجح في الوقف المعروف من استعمالاتهم، أو تغليب العرف القولي في مسائل التبرعات حيث أقرهم الفقيه على استعمالاتهم، حيث كانوا يطلقون مصطلح الوقف (آخ إدرن) لكنهم كانوا يريدون به الهبة ولهذا كانوا يتصرفون فيه تصرفا ناقلا للملكية، لكنه في باب النكاح رفض الاستعمالات العرفية، حيث ينقل: لا يترك صريح الفقه ومنصوصه المقروء في دواوين الأئمة وعلماء الملة وقادة الأمة المقروءة على الجهابذة النقاد مع تطاول الأعصار والآماد إلى فتوى لا يعرف لها أصل ولا مستند إلا مجرد موافقة مألوف الناس ومجرد عوائدهم فلا تحل الفتوى في دين الله إلا بالمشهور وما يخال أنه حق ومن الفساد لاستناد في الأحكام والفتوى إلى أغراض الناس واتباع أهوائهم من غير دليل شرعي فإنه حل لعرى الشريعة ومناقضة لحكمها وما احتج به المجيب أعلاه فما نقل عن القرافي أن الأحكام تجري مع العرف والعادة منصوص في غير محله إذ ذاك إنما هو في مقاصدهم ونياتهم في جري ألفاظهم في أيمانهم وأحباسهم على عرفهم ونحو ذلك ما يطلبه في محله من له خبرة بفهم كلام الأئمة… فجميع ما ترون من قول أهل الأصول والأحكام تتبع الأعراف والعوائد إنما هو في مثل مقاصدهم ونياتهم في جري ألفاظهم في أيمانهم وأحباسهم على عرفهم ونحو ذلك ولا يخالف الشريعة لا مطلقا في العقود المقررة.

نقلا عن كتاب مزيل الباس الوسواس الخناس بإيهام صحة عقد على عقد صحيح بالقياس، لمؤلفه الشيخ سيدي محمد بن باد (الملقب بسيدي حم) رحمه الله

قبائل كِلْ أَسُوك: أو أهل السوق المعروفين بقبائل (كل أسوك) وهم قبائل اشتهرت بالعلم والفضل، ويراد بلفظة “كل” أهل، و”السوك” تعني السوق، وتسمى أيضا “تادمكة”، جنوب الصحراء الجزائرية، وفيهم علماء كثيرون جدا، متمكنون من فنون شتى، وقد تولى كثير منهم القضاء والفتيا في زمانهم، حتى صار العلم صفة لصيقة بهم، بل إنّ لهم مدرسة مستقلة، إن دورهم العلمي في المنطقة بارز جدا جدا، حتى قال فيهم كير علماء الكنتيين الشيخ سيدي المختار الكنتي:

لكل أناس حرفة عرفوا بها       وحرفتكم نشر العلوم كما يدرى

ولو كنت بوابا على باب جنة    لقلت لأهل السوق أنتم بها أحرى

حووا كلّ فضل عن كرام أجلة   رووه عن آباء مداولة دهرا

إذا قيل أيّ الناس خير قبيلة     فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا

للاستزادة راجع: أبو عبد الله أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي، محضرة آل السوق (كل أسوك) منهجها الدراسي ومقرراتها، ولمحة عن دورها في نشر الدين والتعليم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى