مساجد الجزائرمعرض الصور

مسجد قصبة بجاية…يذكر فيه اسم الله جل وعلا بعد أكثر من 190 سنة من الغلق

المسجد الجامع بقصبة بجاية (مسجد عبد الرحمن ابن خلدون):

تم يوم الاثنين 01 رمضان 1445هـ، الموافق لـ: 11 مارس 2024م إعادة فتح مسجد عبد الرحمن ابن خلدون بقصبة بجاية، الذي تم غلقه من طرف الاستدمار الفرنسي سنة 1833 وتحويله لمرقد للجنود الفرنسيين.

ويعدّ جامع قصبة بجاية أقدم مسجد جامع في مدينة بجاية التاريخية الذي بقي من عهد الدولة الحمادية، ومرورا بالدولة المرابطية ثم الدولة الموحدية والدولة الحفصية، وهو جزء من النسيج العمراني لمدينة “الناصرية” العتيقة التي كانت تضم، بالإضافة إلى عديد المساجد، كلا من الأسواق والمستشفيات التي كانت تلبي احتياجات السكان.

تاريخ نشأته: تذكر الروايات أنّه كان قائما في القرن (6هـ – 12م)، إذ يفترض أن المسجد الجامع بالقصبة هو ذلك المسجد الذي ذكر في مورد زحف الموارقة، في (لمحة عن زحف علي بن غانية الميورقي على بجاية للشيخ عبد الرحمن الجيلالي (580هـ – 1184م)، مجلة الأصالة العدد 19 ص34) فتذكر النصوص التاريخية: “وتقدم إلى القصبة فاحتلها من غير قتال وركز علمه الأسود بها… ثم يمم المسجد الجامع والناس في صلاة الجمعة فأحاطهم بجنوده.

الناحية المعمارية للمسجد: لمسجد القصبة يتربع على مساحة قدرها عشرون وثلاث مائة متر مربع، وهو مستطيل الشكل له أربع واجهات ويختلف عن المسجد الجامع في كونه لا يحتوي على أروقة جانبية ولا على صحن .

من أشهر العلماء الذين درسوا به:

  • أبو عبد الله محمد بن غريون البجائي (733هـ – 1333م) الذي عرف بخطيب القصبة .
  • العلامة عبد الرحمن بن خلدون درس به عند حلوله ببجاية عام (766هـ – 1365م)، وكان مبجلا عند الأمير الحفصي أبي عبد الله، وهو في ذلك يقول ابن خلدون: “وقدمني للخطابة بجامع القصبة، وأنا مع ذلك عاكف بعد انصرافي من تدبير الملك غدوة إلى تدريس العلم أثناء النهار بجامع القصبة لا أنفك عن ذلك، وقد سمي بمسجد ابن خلدون لأنه واظب يوميا بعد انتهائه من تأدية مهامه كحاجب (وزير أول) لسلطان بني حفص آنذاك، على الذهاب إلى مسجد القصبة الكائن وسط المدينة ليلقن مادتي الفقه والرياضيات، أين تتلمذ على يديه الآلاف من طلبة العلم.

نقلا عن: محمد محمدي، المساجد والزوايا ببجاية ودورها في حفظ الدين والفكر الصوفي، جامعة سعيدة، الجزائر، مجلة حوليات التراث، العدد 13 / 2013، ص107.

ومن العلماء الذين ينقل عنهم أنهم درّسوا بالمسجد  أيضا هم:

  • أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوغليسي: قال عنه سيدي عبد الحق الإشبيلي، في كتابه “الصلاة والتهجد” :…كانت له نباهة ووجاهة ونزاهة ورفعة وهمة، وهو أحد المقتدى بهم والمعول عليهم، وكان عالما بالكتابتين الأدبية والشرعية متقدما عليها وعليه كان المعتمد في وقته في المخاطبات السلطانية إنشاء وجوابا، وعليه؛ كان اعتماد القضاة في التسجيلات، وإليه كان يهرع أهل البلد فيما يحتاجون إليه من الوثائق المحكمات والأمور المستغربات. وولي الخطابة بالجامع الكبير في قصبة بجاية المحروسة، وكان فصيح القلم واللسان بارع الخط”. ولقي أبا محمد عبد الحق الإشبيلي والقاضي أبا علي المسيلي.
  • سيدي أبو مدين شعيب تولى التدريس بجامع القصبة، بالإضافة إلى العلوم الشرعية كان يدرس الرياضيات، وعلم التصوف، وكان على الطريقة القادرية، من شيوخه سيدي عبد القادر الجيلالي، وأبي يعزى العالم المتصوف، كما ذكر ذلك ابن قنفذ القسنطيني في كتابه ” أنس الفقير وعز الحقير”، شارك في الحروب الصليبة، مع صلاح الدين الأيوبي مع جملة من الطلبة والمريدين البجائين، وقطعت ذراعه اليمنى، ودفنت في حائط البراق، منحهم صلاح الدين أخصب الأراضي في بيت المقدس.
  • سيدي عبد الحق الإشبيلي: هو أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمان بن عبد الله بن الحسين بن سعيد الأزدي الأندلسي الأشبيلي، يعرف بابن الخراط كان إماما حافظا عالما بالحديث وعلله عارفا بأحوال الرجال موصوفا بالخير والصلاح، والزهد والورع، وملازمة السنة، مع مشاركة في الآداب وقول الشعر، ذكره الغبريني في كتابه ” عنوان الدراية في من عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية “، ولد باشبيلية سنة 514 هـ الموافق لـ 1119 م، تعلم بها ثم انتقل إلى بجاية واستوطنها، ولي التدريس والخطابة في المسجد الكبير المعروف الآن بمسجد أبن خلدون.
  • سيد عبد الرحمن الثعالبي ولد في بلدة يسر التابعة لولاية بومرداس حاليا، دخل بجاية في أواخر القرن الثامن بداية القرن التاسع وأخذ العلم على سيدي عثمان المنقلاتي، قال في كتابه الجواهر الحسان في تفسير القرآن عند تفسير قوله تعالى ” ألا إلى الله تصير الأمور” بعد أن فتح قوسا ” دخلت بجاية في أواخر القرن الثامن بداية القرن التاسع، فوجدت تلاميذ سيدي عبد الرحمن الوغليسي متوفرين وكان عمدة قراءتي بها سيدي عثمان المنقلاتي بمسجد عين البربر” وهذا الأخير أقيم على أنقاضه مسجد سيدي صوفي، من أشهر تلاميذه سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي، وقد زوجه ابنته أي تلميذه وصهره في نفس الوقت.

الصحفة الرسمية لولاية بجاية https://www.facebook.com/profile.php?id=100082911581047

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى