مساجد الجزائرمعرض الصور

مسجد عبد الله بن سلام…المعبد اليهودي الكبير

أصل مسجد عبد الله بن سلام

بني المعبد اليهودي لمدينة وهران سنة 1880، و كان يعتبر عند بنائه أكبر صرح ديني يهودي في إفريقيا الشمالية برمتها، فقد تمّ بناؤه باستخدام الحجارة المنجورة (les pierres de taille)، و تمّ تحويله إلى مسجد سنة 1972م، وكان أول إمام له هو الشيخ الزبير رحمة الله تعالى عليه، ويتسع لـ: 4000 مصلي، ويمثّل هذا المعبد الأثري، الذي ما يزال يحتفظ بمكانته في الوسط الحضري، معلماً للذاكرة ينوّه بالتاريخ اليهودي في مدينة وهران.

سبب التسمية

سمي المسجد بمسجد عبد الله بن سلام نسبة إلى الصحابي الجليل عبدالله بن سلام بن الحارث، والمكنى بأبي يوسف، وقيل أبو الحارث، وهو من ذريـة سيدنا يوسف الصديق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وكان من يهود بني قينقاع؛ وكان حبرًا من أحبار يهود، وعالمًا من علمائهم، لديه علم بالتوراة، وكان اسمه “الحصين”، فسمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه “عبدالله”.

تصميم المسجد

يعدّ المعبد اليهودي لمدينة وهران تصميما بازيليكيا يتكون من ثلاثة أروقة، رواق أساسي و رواقين أسفل الجانبين يحدّهما صفَان من الأعمدة.

أمّا قاعة الصلاة المبنية على مستويين في شكل مستطيل فتنتهي بمحراب مرفوع في شكل تقويس موجه نحو القدس. و قد تم الاحتفاظ أثناء التحويل بنفس اتجاه الصّلاة. كما تم تحويل منبع الماء إلى مجال للوضوء. أمّا فيما يخص الطابق الأول، فقد تم تخصيصه للنساء. ويتمثل التعديل الأكثر ظهورا للعيّان في بناء جدار فاصل داخل قاعة الصلاة حيث يوجد المحراب.

يمثل هذا الأخير، أي المحراب، عنصرا من العناصر المعمارية المهمة في بناء المساجد. ففي شكله شبه الدائري يبدو المحراب بابا أو إطار باب، و هو يتكون من قوس و من دعامتين أو بالأحرى دعامات صغيرة موضوعة هنا و هناك أما الجدار داخل المحراب وهو مبني كلية من الخزف الصيني. كما يحيط بقوس المحراب شريط يحمل نقوشا لآيات قرآنية وعبارات في التقوى دون أية مراجع كليغرافية حقيقية. أما المنبر فيوجد على يمين المحراب و يعود الأصل فيه إلى منبر الوعظ القديم للمعبد اليهودي ويعلوه هلال و أخاديد. المنبر هو عنصر أساسي في الهندسة المعمارية الدينية الإسلامية، و يعود أصله إلى منابر الوعظ الموجودة في المعابد اليهودية و السراديب المسيحية البدائية (غولفين (Golvin)، 1960.

أما من الخارج، فقد كان المعبد اليهودي، الذي تمّ تحويله إلى مسجد يحتكم على برجين شامخين متشابهين يذكران بالهندسة المعمارية للصومعات.

و مع بنائه سنة 1880، تمّ تسجيله في إطار حركة ” العروبة” التي شجعتها حكومة جونارت (Jonnart). فهذه الحركة التي تطوّرت في بداية القرن العشرين في الجزائر، ارتبطت تقريبا بكل البنايات العمومية التي بنتها فرنسا بين سنتي 1900 و 1930. و مع اقتراب الذكرى المئوية للتواجد الاستعماري بالجزائر، فإن فرنسا المستعمرة غيّرت سياستها المعمارية منادية رسميا بهندسة معمارية أكثر قربا من الثقافة المسمَاة بالثقافة “الأهلية”. تمّت ترجمة هذه المقاربة الجديدة للمستعمر من خلال البنايات المشيدة و من خلال إضافة القبب، الصومعات و شبابيك من الأقواس.

لقد ميّز هذا النوع من المعمار مرحلة الانتقال من (طابع الحامي (le protecteur) إلى طابع الغالب (le vainqueur)، بقين (Béguine)، 1983، ص. (1 في بلد تمّ استرجاعه كلية. يعتبر هذا التوجه بمثابة “جملة من الطيّات المورفولوجية المحددة للتجليات الكبرى للتواجد الفرنسي بشمال إفريقيا” انطلاقا من التفاصيل البسيطة و وصولا إلى المفهوم الشامل للمنشأة، و المعبد اليهودي لمدينة وهران هو أحسن مثال على ذلك.

فوجود صومعتين في الواجهة الأساسية، و كذا عدد من القبب، الأقواس المتجاوزة و الأقواس المقرنصة يضفي على المعبد اليهودي لمدينة وهران صبغة يهودية عربية.

نقلا عن: المساجد في الجزائر أو المجال المُسترجَع. مدينة وهران نموذجا، دليلة صنهاجي-خياط: قسم الهندسة المعمارية، جامعة العلوم و التكنولوجيا (USTO)، وهران.

https://www.insaniyat.crasc.dz/index.php/fr/component/content/article?id=1034:%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A3%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%8E%D8%B9-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC%D8%A7

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى