مجمع سيدي الكتاني …(جامع صالح باي)….أحد معالم مدينة قسنطينة

مجمع سيدي الكتاني بمدينة قسنطينة
تعتبر المجمعات الدینیة المعماریة من المباني التي حرص الحكام والسلاطین المسلمین على تشییدها، باعتبارها رمزا للسلطة، حیث تضم أكثر من وحدة معماریة من مساجد ومدارس وأضرحة وزوایا، وقد عرفت في أول الأمر في بلاد الأناضول ومصر والشام منذ عهد السلاجقة والممالیك والعثمانیین، أما في الجزائر فقد عرفت المجمعات منذ الفترة الزیانیة والمرینیة واستمرت حتى الفترة العثمانیة، من بینها مجمع سیدي الكتاني.
1 – الموقع :
يقع مجمع سيدي الكتاني بجوار سوق العصر، يطل من الجهة الغربية على نهج بن الموقوف، ومن الجهة الجنوبية الشرقية على نهج بوهالي العيد.
2- أصل التسمية:
يعرف هذا المجمع بعدة تسميات منها جامع صالح باي نسبة لمؤسسه، أو مجمع سيدي الكتاني أو الكتانية نسبة للولي الصالح سيدي الكتاني.
3- المؤسس
شيد هذا المجمع بين سنتي 1190-1194هـ/1776–1780م، من طرف صالح باي وأصله من إزمير بتركيا واسمه هو مصطفى، وسبب قدومه إلى الجزائر هو تسببه في مقتل أحد أقربائه عن طريق الخطأ، وعند قدومه عمل في إحدى مقاهي مدينة الجزائر، وتعرف على الكثير من الأتراك في مجلس الأوجاق، بعد ذلك التحق بفرقة الميليشيا العسكرية للعمل بها قبل أن يرسل إلى مدينة قسنطينة لدعم الفرقة المعسكرة بها، واشترك في حملة الباي زرق عينو ضد تونس حيث أبدى مقدرة وشجاعة في الحرب أثارت انتباه أحمد القلي فقربه إليه وزوجة ابنته، وعينه قائدا على عرش الحراكتة بالأوراس عام 1175 هـ / 1762م لمدة ثلاث سنوات، وعندما توفي خليفة الباي في قسنطينة استدعاه صهره أحمد القلي وعينه خليفة له عام 1178هـ / 1765م لمدة ست سنوات.
بعد موت أحمد القلي سنة 1185هـ / 1771-1772م، تولى مكانه خليفته صالح باي وحسنت أيامه وبلغ ما لم يبلغه من هو أكبر منه من ولاة الجزائر وولاة تونس .
ومما كان يحكى عليه أنه كان يرفق بالرعية ويحسن للفقراء، محب للعلماء والصالحين، وكان مجاهدا وله مآثر حسنة، كما أنجز صالح باي أعمالا عسكرية اقتصادية وعمرانية وثقافية واجتماعية، كان لها آثار بارزة في حياة السكان والبايلك بصفة عامة.
ومن أهم أعماله أنه جمل حي سيدي الكتاني، وبنى إلى جواره منازله الخاصة قرب الجامع والمدرسة وأنشأ دكاكين عديدة في سوق العصر، بالإضافة إلى فنادق ودكاكين خارج باب الجديد قبالة كدية عاتي، وكان قد أوقفها كلها على المجمع للإنفاق عليه وتسديد مصاريف صيانته ورعايته.
4- تاريخ التأسيس :
كان بناء مجمع سيدي الكتاني سنة 1189هـ/1775م، في حي يعرف باسم سيدي الكتاني (ساحة نقرييه وقد كان أغلب سكانه من اليهود، وعندما وقع اختيار صالح باي على هذا المكان قام بشرائه وشراء جميع الممتلكات التي تحويه من طرف اليهود والمسلمين، أما عن تاريخ تأسيسه نجد على الجدار الجنوبي للمسجد فوق المدخل لوحة تأسيسية رخامية مستطيلة الشكل مزينة بزخارف نباتية، لها كتابة موزعة على سبعة أسطر كتبت بخط النسخ بلون أسود على أرضية بيضاء وبأسلوب الحفر الغائر والتاريخ المذكور في اللوحة هو 1190هـ / 1776م وهو تاريخ نهاية أشغال البناء وذلك حسب وقفية مؤرخة بسنة 1189هـ / 1775م ذكرت بداية أشغال بالمسجد.
أما فيما يخص المدرسة فنجد لوحة جصية هي الأخرى مثبتة على جدار المقبرة تحتوي على كتابة من ثمانية أسطر نقشت داخل ستة عشر خرطوش بخط الثلث ومن خلال هذه اللوحة وجدنا أن التاريخ المسجل عليها كان 1189هـ / 1775م وذلك عن طريق حساب الجمل ، ولهذا يعتبر المجمع من بناء نفس الفترة.
نص اللوحة التأسيسية الخاصة بالمسجد :
| س 1: بسم الله الرحمن الرحيم | صلى الله على سيدنا محمد |
| س 2: مطالع الخير جاءت | من اف شاو السعادة |
| س 3: وأشرق الجو منها | بمسجد للإفادة |
| س 4: بناه باي الزمان | هو صالح ذو المجادة |
| س 5: تراه في الخير سعى | ذخرا ليوم الإعادة |
| س 6: حباه ربي بيتا | في جنة وزيادة |
| س 7: إن رمت تاريخه قل 1190 سنة | ذا مسجد للعبادة |
نص اللوحة التأسيسية الخاصة بالمدرسة:
| س 1: بسم الله الرحمن الرحيم | صلى الله على سيدنا محمد |
| س 2: طاب الزمان بمن تولى نفعه | للمسلمين وزاد في علياه |
| س 3: ملك يوم الصالحات بعزمه | فاختار آخره على دنياه |
| س 4: أحيى دروس العلم بعد دروسها | وبنى لها دارا زكى مبناه |
| س 5: هي مدرسة لاحت أشعة نورها | لم لا وهي الدر في معناه |
| س 6: جادت بها نفس المعظم صالح | ذاك المجاهد يبتغي مولاه |
| س 7: فالله يرزقه السعادة دائما | وينيله يوم القيامة مناه |
| س 8: قد بين التاريخ في قول لنا | فخر المحامد بالهنا مبناه |
نقلا عن: د.فليفلة كريمة، مجمع سيدي الكتاني بمدينة قسنطينة خلال العهد العثماني، رسالة دكتوراه، جامعة الجزائر02، ص 31
http://www.ddeposit.univ-alger2.dz:8080/xmlui/handle/20.500.12387/4985








