تاريخ الوقفرصد مظاهر الأوقاف في الجزائر

دار السّبيل بمدينة متليلي ولاية غرداية؛ المعنى والوّظيفة

دار السبيل بمدينة متليلي ولاية غرداية؛ المعنى والوظيفة

أ.د سيف الدين هيبة جامعة غرداية، الجزائر

من أنواع الأوقاف المعروفة في الجنوب الجزائري وبخاصة مدينة متليلي التابعة لولاية غرداية وما جاورها، والتي تعكس ظاهرة التكافل الاجتماعي، هو وقف البيوتات المرصودة لتنظيم محافل الزفاف والولائم الجماعية بأغراضها وأوانيها والمسماة “دار السبيل”.

عادة ما تحتاج المناسبات الجماعية التي تشهد حضوريا جماعيا كبيرا فضاءات ومساحات تسمح بذلك وتحوي العدد الكبير للحضور، ونظرا لحاجة الناس لذلك فقد بادر المحسنون بمدينة متليلي في إنشاء وتأسيس أماكن تحقق الهدف المنشود، وجعلها حبوسا وأوقافا في سبيل لله يعم نفعها على جميع الناس.

لقد عرفت مدينة متليلي أول “دار للسبيل” في منتصف الثمانينيات، وكانت الوحيدة على مستوى المدينة غير بعيدة عن القصر القديم، وكانت صاحبة هذه المبادرة سيدة فاضلة، ثمّ وبمرور الزمن بدأت هذه الظاهرة تنتشر في مناطق وأحياء أخرى من مدينة متليلي؛ كالقمقومة والحديقة والسواني والغربية والسوارق والدخلة، أمّا شعبة سيدي الشيخ ومنطقة حفرة سالمة بالقصر القديم فقد كان لكل واحدة من هذه الأحياء زاوية تغني وتعوض دار السبيل، حيث تقام بهم الولائم، وتستقبل الضيوف وتطعم الطعام وحتى الإيواء.

إنّ الفرق بين دار السبيل والزاوية، هو أنّ الزاوية لا تعدّ وقفا بخلاف دار السبيل هي وقف، وكذلك دار السبيل تفتح أبوابها للوافدين والضيوف أثناء إقامة مأدبة الغداء أو العشاء من دون تقديم خدمة الايواء، حيث تنتهى خدماتها بانتهاء الحدث. أمّا دار العرش فهي بمثابة مأوى أو فندق أو نزل يقوم بدور الايواء مجانا، يقوم ببنائها المحسنون وعادة تكون في المدن البعيدة عن مقر المدينة الأم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى