مساجد الجزائرمعرض الصور

المسجد العتيق بولاية الأغواط

المسجد العتيق بولاية الأغواط

د.نصيرة غزالي جامعة الأغواط – الجزائر

يعدّ المسجد العتيق من أقدم المعالم الأثرية المتميزة بولاية الأغواط على الإطلاق، وقد تمّ تصنيفه كمعلم أثري سنة 2012 بموجب القرار رقم: 371/12، ويعود بناؤه حسب الروايات الشفوية المتداولة إلى تأسيس الولاية عند دخول بني هلال في القرن الخامس هجري، والحادي عشر ميلادي، بينما يذكر بعض المؤرخين الفرنسيين المحتلين أنّ بناءه يعود إلى سنة 1480م، وترجع بعض المراجع إلى أنّه بُني سنة 885 هـ / 1480م، بناء على كتابة تذكارية من الجص تمّ العثور عليها أثناء دخول المستعمر الفرنسي، من دون تحديد مكان وجودها، وقد استخدمه المستعمر الفرنسي كإسطبل للحيوانات عام 1852م.

يقع المسجد العتيق بالمنحدر الشمالي من جبل تزقرارين، بالجهة الغربية من المدينة بشارع المسجد العتيق، يحدّه من الغرب والشرق والجنوب منازل، ومن الجهة الشمالية طريق والبرج الغربي وقلعة بوسكارين .

تتطابق عمارة وتخطيط المسجد وشكله الهندسي الذي نجد العمق فيه أكبر من الطول مع خصائص المساجد المغربية المشيدة في القرنين التاسع والعاشر ميلادي، الذي يدل على أنّه بني قبل القرن 15م بكثير، ويتربع المسجد العتيق على مساحة تقدر بـ: 665م2 ومساحة قاعة الصلاة به تقدر بـ: 345م2، سعته تضم حوالي 690 مصلي، وهذا الوصف يخص الجزء القديم بصفته الأصلية، وللمسجد بابان من الجهة الشرقية، حيث يدخل لقاعة الصلاة مباشرة، ولا يوجد عنصر وسيط بين القاعة والشارع كالسقيفة أو الرواق، وللمسجد أربعة بلاطات عمودية على جدار القبلة، وعمق المسجد به أربعة أساكيب وكل أسكوب يتكون من بائكة بها أربعة أقواس وأقواسه ذات طراز رائع فنجد القوس الخارجي شكله مربع بزواياه العليا تدرجات محمولة على أغصان العرعار وعارصة من جذع النخيل ويحيط بهذا القوس قوس ثاني على شكل حذوة فرس، وتحمل الأقواس دعائم مربعة الشكل وضخمة حيث يتجاوز طول الضلع الواحد المتر، كما يتميّز جدار القبلة بمحراب ومنبر محفورين في عمقه، وتوجد بالجدار مشكاوات صغيرة حفرت فيه كانت توضع فيها قناديل الإنارة سابقاـ وقد يوضع بها حجر التيمم وأحذية المصلين.

وقد استعمل في إنجاز المسجد الحجارة في القواعد ويروى أنّ القواعد نحتت نحتا من الجبل الذي يقع المسجد في سفحه، أما اللبنات، الأعمدة، والأقواس والجدران فبنيت بالطوب المجفف على الشمس، وقد استعملت جذوع النخيل المقطعة طوليا، وجذوع الأشجار، والجريد المنزوع السعف، في التسقيف، وقد صقلت أعمدته وجدرانه بالجير والرمل، أما طلاء الجدران فكان من مادة الجير.

وتمّ ترميم المسجد عدت مرات منذ تاريخ بنائه، وآخر عملية ترميم شملت معظم أجزائه خاصة على مستوى السطح الذي تمّ استبدال بعض أجزائه التي أتلفت بسبب تسرب مياه الأمطار، والرطوبة المتصاعدة من أسفل الجدران، كما تمّ حديثا توسعته من الجهة الغربية، وأصبح  للمسجد مدخل ثالثا بعد هذه التوسعة من جهة جدار القبلة، وذلك بواسطة سلالم اسمنتية، كما أضيفت المنارة في ركن المسجد الشرقي بحجرة المؤذن، لأن عمارة المساجد في الأغواط قديما ليس بها مآذن أو منارات، وإنّ أول منارة تم بناؤها بمسجد الصفاح سنة 1827 من البناء الإيطالي “موليناري” بعد اعتناقه الإسلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى