تاريخ الوقفرُوّاد الأوقافوَقْفُهن

السّيدة عاليّة حمزة رحمة الله تعالى عليها

السيدة عالية حمزة رحمة الله تعالى عليها

اشتهرت بالجزائر العاصمة أرض ذات مساحة كبيرة وقفية مخصصة لدفن موتى المسلمين (مقبرة العالية)، تقع بضواحي مدينة المحمدية قرب جامع الجزائر، وقد أصبحت أشهر مقبرة في الجزائر على مرّ السنين.

تعود ملكية هذه الأرض الوقفية إلى سيدة فاضلة محسنة اشتهرت بالسيدة العالية، وهي من قبيلة أولا نائل.

تاريخ هذه السيدة غير معروف جدا وغير موثق، وما تمّ نشره عليها كان في حدود ما وصلنا من معلومات، ولقد نسجت الكثير من الروايات عن حياتها وعن وفاتها وعن سنّها التي توفيت فيه، والشيء الوحيد الذي تواترت الأخبار فيه أنّها كانت سيدة محسنة فاضلة ثريّة جدا، جعلت غالبية ممتلكاتها أوقافا لله تعالى، ينتفع منها عامة المسلمين إلى يومنا هذا.

اسمها ونسبها:

تشير المصادر أنّ الاسم الكامل للسيدة صاحبة هذه الأملاك الوقفية “عالية حمزة“، من عرش أو قبيلة أولا نائل وهي من القبائل التي ينتهي نسبها إلى قبائل بني هلال.

مولدها ونشأتها:

ولدت السيدة (عالية حمزة) عام 1886م بمنطقة سور الغزلان ولاية البويرة التي تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 100 كلم، وهي ابنة لأبوين ثريين جدا هما محمد بوترعة وفاطمة شعبان، وكان لها أخ يسمى عيسى وأخت تسمى حبارى، وعند وفاة والدهم اقتسموا ثروته، فعملت في مجال التجارة لتتوسّع ثروتها وتملك آلاف الهكتارات من الأراضي في العاصمة وسور الغزلان وبوسعادة والجلفة وغيرها.

تزوّجت السيدة (عالية حمزة) من مدرّس من مدينة بوسعادة ولاية المسيلة اسمه السيد كرميش محمد كان يشتغل في العاصمة كمدرس للغة العربية ولم تنجب في حياتها أولادا.

عرفت (عالية حمزة) بثرائها الكبير وعملها للخير وكفالتها للأيتام ومساعدة الفقراء والمحتاجين في الفترة ما بين 1891 إلى غاية 1932.

أوقاف السيد عالية حمزة:

الوقف العلمي:

أنشأت السيدة (عالية حمزة) مدرسة لتدريس البنات في مدينة سيدي عيسى ولاية المسيلة حاليا تبعد عن العاصمة حوالي 180 كلم، وأنشأتها من مالها الخاص قصد تدريس وكفالة البنات اليتيمات.

الوقف العام (مقبرة العالية):

كانت للسيدة (عالية حمزة) ثروة هائلة، وكانت لها أراض واسعة في منطقة سور الغزلان ولاية البويرة، وفي الجزائر العاصمة، وفي سيدي عيسى ولاية المسيلة، وعين بسام ولاية البويرة.

ووفق ما يروي السيد قويدر حمزة ابن أخ السيدة (عالية حمزة) أنّها لمّا عزمت على أداء مناسك الحج هي ووالدتها سنة 1928م، زارت إماما تسأله عن التجارة مع اللّه فدّلها على الصدقة الجارية (الوقف) “مقبرة” وهي الأوقاف المنتشرة آنذاك.

وفعلا؛ وقبل سفرها قامت السيدة (عالية حمزة) بوقف أرض تقدر مساحتها بـ: 78 هكتارا وقفًا لله تعالى، وباشرت ذلك رسيما أمام الجهات المختصة أثناء الاستعمار الفرنسي عام 1930م، وقيل سنة 1928م، بغرض جعلها مقبرة لدفن الموتى المسلمين مجانا وطلبت منهم أن يكتبوها باسمها.

وفاتها:

تضاربت واختلفت الروايات في تاريخ وفاتها وكيفته، والشائع أنّها توفيت بعد قدومها من أداء مناسك الحج وبعد وفاة والدتها أي بعد سنة 1932م، وقد دفنت بمسقط رأسها بمدينة سور الغزلان ولاية البويرة.

فاللهم وتقبل منها صدقاتها، واغفر لها وارحمها وأعف عنها وعافها وأكرم نزلها ووسع مدخلها، وأظلها تحت عرشك يوم لا ظل فيه إلا ظلك ولا باقي إلاّ وجهك، وبيّض وجهها يوم تبيض وجوه وتسوّد وجوه، وارفع درجتها في المهدييّن، واغفر لنا ولها يا ربّ العالمين.

مصادر البطاقة الفنية

موقع يومية الشعب الجزائرية

http://www.ech-chaab.com/ar/wf_menu_config/%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81/item/176870-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9-%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%86%D8%B5%D9%81%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1.html

موقع قناة الجزيرة:

https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/9/19/%D9%85%D8%AF%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى